متى يجب تعهيد قسم الموارد البشرية بدلًا من بنائه داخليًا؟

متى يجب تعهيد قسم الموارد البشرية بدلًا من بنائه داخليًا؟

في بيئة العمل السعودية المتسارعة، تواجه الشركات تحديات متزايدة في إدارة الموارد البشرية من إدارة الرواتب إلى الامتثال القانوني لنظام العمل السعودي وتحقيق أهداف التوطين. لذا سواء كنت تفكر في بناء قسم موارد بشرية داخلي لشركتك أو تتساءل إن كان تعهيد الموارد البشرية هو الخيار الأفضل لتوفير الوقت والموارد. نساعدك في هذا المقال على فهم الفرق بين تعهيد HR وبنائه داخليًا، واكتشف متى يكون اختيار التعهيد هو القرار الأنسب؟

ما هو تعهيد الموارد البشرية (HR Outsourcing)؟

تعهيد الموارد البشرية هو استراتيجية تعتمد على تفويض مهام قسم الموارد البشرية الداخلية إلى طرف ثالث خارجي متخصص. ويهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف والاستفادة من الخبرات المتخصصة التي قد لا تكون متاحة داخليًا. وتشمل خدمات HR التوظيف، إدارة كشوف الرواتب، برامج التدريب والتطوير، إدارة علاقات الموظفين، ويتم تحديد نطاق الخدمات والمسؤوليات من خلال عقود واضحة تضمن تحسين الأداء وضمان الامتثال لقوانين ولوائح نظام العمل السعودي دون الحاجة إلى استثمارات مرتفعة.

ما الفرق بين إدارة الموارد البشرية داخليًا وتعهيدها؟

يتوقف الاختيار بين الإدارة الداخلية وتعهيدها على عوامل مثل التكلفة، التحكم، الكفاءة، والمرونة في أداء وظائف الموارد البشرية. وفهم هذه الفروقات ضرورية من أجل اتخاذ القرار المناسب لشركتك وكيفية تطويرها.

إدارة الموارد البشرية داخليا تعهيد الموارد البشرية
البنية
إنشاء قسم داخلي مع موظفين الشركة لإدارة جميع جوانب مهام الموارد البشرية، لكن قد تكون الخبرة محدودة في مجالات معينة
التعاقد مع مزود خارجي يوفر خبرات متخصصة دون الحاجة لتوظيف دائم مع تقليل التكاليف وزيادة المرونة
التحكم والسيطرة
تحكم مباشر وكامل على عمليات وسياسات الشركة، مما يمنح تكاملًا أفضل مع ثقافة الشركة وقيمها
تحكم أقل نسبيًا على المهام، وتعتمد على شروط العقد وقد تتأثر بثقافة المزود الخارجي
التكاليف التشغيلية
تكاليف تشغيلية مرتفعة وقد تتطلب استثمارًا كبيرًا في البداية، ولكنها قد تكون أقل على المدى الطويل
يقلل من التكاليف التشغيلية خاصة للشركات الناشئة والمتوسطة مع خبرات متخصصة، ويوفر تكلفة تصل إلى 40% أو أكثر
التركيز على الأعمال
يمكن أن يستنزف وقت الموظفين والإدارة في المهام التشغيلية الروتينية للموارد البشرية
يسمح للشركة بالتركيز على الأنشطة الأساسية والتطوير المستمر الذي يدعم النمو والتوسع
التحديات
تتطلب الإدارة الداخلية استثمارات كبيرة في التوظيف، التدريب المستمر للموظفين، الرواتب، وكذلك البنية التحتية والتكنولوجية اللازمة
يتطلب إدارة دقيقة للعلاقة مع المزود الخارجي لضمان توافق الخدمات مع أهداف وثقافة الشركة، وكذلك توجد مخاطر أمن المعلومات والامتثال القانوني للوائح المحلية

متى يجب تعهيد الموارد البشرية في الشركات السعودية؟

تزايد الاعتماد على تعهيد الموارد البشرية في السعودية، وذلك بسبب التحديات المتعلقة بالنمو، الكفاءة، والامتثال القانوني والتكاليف، وأبرز تلك الحالات التي تجعل التعهيد خيارًا مناسبًا:

  • الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة

الشركات الناشئة غالبًا تواجه تحديات فى بناء قسم موارد بشرية داخلى بسبب التكاليف المرتفعة للتوظيف وتدريب الموظفين وتوفير البنية التحتية والتكنولوجيا اللازمة. لذلك يتيح تعهيد HR التركيز على الأنشطة الأساسية والنمو دون تشتيت الموارد في المهام الإدارية.

  • التوسع الجغرافي والنمو السريع

عندما تتوسع الشركات إلى مدن سعودية جديدة أو مناطق مختلفة سواء داخل المملكة أو خارجها، يوفر المزود الخارجي الخبرة اللازمة للتعامل مع قوانين العمل المحلية مثل “إعارة الكفاءات السعودية” من قبل وزارة العمل، تسريع عملية التوظيف، لوائح التوطين، مما يسرع عملية التوسع ويقلل من المخاطر القانونية والإدارية.

  • عند الحاجة إلى خبرات متخصصة

يُعد التعهيد خيارًا فعالًا عندما تحتاج الشركة إلى خبرات متخصصة في مجالات معينة مثل قوانين العمل السعودية المتغيرة أو إدارة التحول الرقمي لأنظمة الموارد البشرية مما يقلل من الأخطاء ويضمن الامتثال للقوانين، وإعداد أنظمة أداء وتقييم فعالة، وكذلك يُحسن من كفاءة العمليات اليومية مثل معالجة الرواتب، وإدارة مستحقات الموظفين.

متى يكون تعهيد HR هو القرار الأنسب؟

هناك بعض الحالات التي يكون تعهيد الموارد البشرية هو القرار الأنسب للشركات، ومن أبرزها: 

  • تقليل التكاليف التشغيلية: توفير تكاليف كبير مثل التوظيف، التدريب، البنية التحتية.
  • التركيز على الأعمال الأساسية: عبر توجيه موارد وطاقات الشركة نحو التطوير الإستراتيجي والابتكار. 
  • الحاجة إلى خبرة متخصصة: الاستفادة من الخبراء في إدارة المخاطر، الامتثال القانوني، والتحول الرقمي. 
  • زيادة المرونة وقابلية التوسع: التكيف مع ظروف السوق المتغيرة دون الحاجة إلى توظيف أو تسريح موظفين دائمين.

الأسئلة الشائعة

 نعم، يمكن للشركات أن تختار تعهيد بعض المهام وبناء أخرى داخليًا عن طريق استخدام نهج هجين للاستفادة من كفاءة التعهيد في المهام الروتينية مثل إدارة الرواتب، بينما تحتفظ بفريق داخلى للمهام الاستراتيجية مثل تطوير ثقافة الشركة وذلك يحقق توازن عند الرغبة في الاحتفاظ بالسيطرة والاستفادة من خبرات المتخصصين لدى المزود الخارجي.

يعد تعهيد الموارد البشرية أقل تكلفة من بنائه داخليًا خاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وذلك بفضل توفير تكلفة الموارد والموظفين والتدريب المستمر، والبنية التحتية. لذلك يوفر التعهيد ما يصل إلى 40% من التكاليف مقارنة بالإدارة الداخلية، ومع ذلك فإن التكلفة الفعلية تعتمد على نطاق الخدمات المطلوبة وحجم الشركة.

نعم، قد تلجأ بعض الشركات الكبيرة إلى تعهيد مهام محددة لا تتناسب مع الكفاءات الداخلية لديها، أو إدارة عمليات في مناطق جغرافية مختلفة مما يحسن الكفاءة ويقلل المخاطر القانونية والإدارية المعقدة.